تقول كلمات اغنية امال ماهر انت لغيري : ” طول ما فى بينا بعد كبير الدنيا هتتعاش” . بعيدا عن سناريو القصه التى ترويها الاغنية يبدو اننا نرتاح فى البعد فى حالات عده . فقدنا مع مرور الزمن مهارات التعايش المكتسبة عبر العصور و تدهورت معها قدرات التعاطف .
يوميا نختار طوعا و باراده ان نبعد و نكون جزر منعزله . تستيقظ س و تسرع لتلحق بالمركبات الاولى في صف المواصلات العامة و بمجرد ركوبها تشغل اذاعة ال
FM المفضلة عبر سماعات هاتفها . داخل صوت الاذاعة و بتركيز في حركة المرور عبر النافذة تخلق س جزيرتها الصغيرة و تهرب منها من التحرش مثلا او حتى التطفل اللطيف من الاخرين .
في الطرف الاخر من المدينة يبذل ص الكثير من الجهد و الزمن في محاولة ايجاد شقة مناسبة كعش زوجية بعيد عن اهله و اهل عروسه لضمان يوميات تخلو من صراعات النسب . و تقوم م بتصميم مكاتب متناهيه الصغر لتجنب الخلافات حسب طلب العميل الذي يريد بيئة عمل هادئه باقل نسبه مشاركة ممكنه.
تصر المجموعة ع على ان المجموعة ك تشكل تهديدا لوجودها و من الافضل لو تم فصل الاثنين , عندها فقط ربما يتم التعايش ببعد مناسب و مريح احيانا للطرف منهما و كثيرا ما يكون للطرفين . و تقوم الجماعة ل بتجاهل وجود افراد الجماعة ن معها و تسيجها بسياج يمنع التسرب ..تسرب العادات و الطباع المؤذية بالضرورة و حتى دون فرز او تدقيق . فهم في حال كونهم مسيجين و بعيدين اجمل و اقل خطورة.
يوميا نهاجر جسديا و نتعلق نفسيا بالوطن البعيد و ننسج معه علاقة عاطفية عاصفه كما لو كان مختلفا و ليس هو نفس المكان الذي ضاق بنا و ضقنا به . و عندما تحط رحالنا في الارض الجديدة نصنع كبسولة و نتدحرج دون ان نحتك باى شئ هناك , تعلق بالكبسولة اثار اصحاب المكان لكننا نصر ان تبقي قشره خارجية بعيده عن قلوبنا لنعيش متصالحين مع ما نظن انه حقيقتنا . نصر ان نحمل جواز سفر الاخر كميزة دون ان نتحمل عبء المواطنة و مسؤوليتها نشاركهم الجنسية و نمنع عنهم التعاطف .
يوميا في البيت نحاول ان نكون عوالم منفصلة حتى في مشاركتنا لتناول الوجبات الغذائية الاشجع فقط من يخلط الطعام بحديث شخصي , اغلب كلامنا عن الشأن العام البعيد . تقترب الامهات لانهن الاقوى و يقترب الاب لانه يقدر المسؤولية و يبقي الابناء في غرفهم لان ذلك اسهل من نقاشات صعبه و مشاركة مرهقة .
معركتك اليومية مع النزوع للعزله و البعد الجميل و واجبك ان تحيا فى المجتمع كخلية لا تستغنى عن اختها لبناء الجسد . هذه المعركة تحل مؤقتا بمسكن موضي بديع اخترعناه و اسميناه مجتمع افتراضي . اليوم حتى الافتراضي ينقسم و يتفرع و يصبح مجهريا بزر الحظر و خلال تعاظم ذواتنا التى نطرب لتأثيرها التخيلي الجالب لضغطات الاعجاب و اعادة النشر المتكررة من الاخرين البعيدين . اليوم نفقد حتى التعاطف بالبعيد مهما اقترب من حواسنا صوتا و صورة . تخدير لذيذ هو ذلك الغشاء الحاجب لضوضاء العالم و بشاعته و معه فعلا نعيش خاصه لو عبرنا عن انفعالاتنا المؤقته عبر حساب اجتماعي واحد او عده حسابات.
النصر ان تكون معى قريبا تحترق بنارى و احترق بنارك ثم نخمد كل الاحزان . النصر يتحقق يوميا حين تكف عن الخوف منى و اكف انا عن ارهابك . النصر هو ان تعارك نفسك في الصباح و تقنعها ان تقترب و ان القرب اجمل و ان لم يكن فهو انبل .
.. اترككم مع فكرة اخرى عندما يكون البعد هو الخيار الصحيح.. استمتعوا باغنية انت لغيري للمبدعة امال ماهر
أحدث التعليقات