معارك الحياة اليومية – البعد

17 مارس

تقول كلمات اغنية امال ماهر انت لغيري : ” طول ما فى بينا بعد كبير الدنيا هتتعاش” . بعيدا عن سناريو القصه التى ترويها الاغنية يبدو اننا نرتاح فى البعد فى حالات عده . فقدنا مع مرور الزمن مهارات التعايش المكتسبة عبر العصور و تدهورت معها قدرات التعاطف .

Quotation-Daisaku-Ikeda-country-live-society-Meetville-Quotes-43854

يوميا نختار طوعا و باراده ان نبعد و نكون جزر منعزله . تستيقظ س و تسرع لتلحق بالمركبات الاولى في صف المواصلات العامة و بمجرد ركوبها تشغل اذاعة ال

FM المفضلة عبر سماعات هاتفها . داخل صوت الاذاعة و بتركيز في حركة المرور عبر النافذة تخلق س جزيرتها الصغيرة و تهرب منها من التحرش مثلا او حتى التطفل اللطيف من الاخرين .

في الطرف الاخر من المدينة يبذل ص الكثير من الجهد و الزمن في محاولة ايجاد شقة مناسبة كعش زوجية بعيد عن اهله و اهل عروسه لضمان يوميات تخلو من صراعات النسب . و تقوم م بتصميم مكاتب متناهيه الصغر لتجنب الخلافات حسب طلب العميل الذي يريد بيئة عمل هادئه باقل نسبه مشاركة ممكنه.

تصر المجموعة ع على ان المجموعة ك تشكل تهديدا لوجودها و من الافضل لو تم فصل الاثنين , عندها فقط ربما يتم التعايش ببعد مناسب و مريح احيانا للطرف منهما و كثيرا ما يكون للطرفين . و تقوم الجماعة ل بتجاهل وجود افراد الجماعة ن معها و تسيجها بسياج يمنع التسرب ..تسرب العادات و الطباع المؤذية بالضرورة و حتى دون فرز او تدقيق . فهم في حال كونهم مسيجين و بعيدين اجمل و اقل خطورة.

يوميا نهاجر جسديا و نتعلق نفسيا بالوطن البعيد و ننسج معه علاقة عاطفية عاصفه كما لو كان مختلفا و ليس هو نفس المكان الذي ضاق بنا و ضقنا به . و عندما تحط رحالنا في الارض الجديدة نصنع كبسولة و نتدحرج دون ان نحتك باى شئ هناك , تعلق بالكبسولة اثار اصحاب المكان لكننا نصر ان تبقي قشره خارجية بعيده عن قلوبنا لنعيش متصالحين مع ما نظن انه حقيقتنا . نصر ان نحمل جواز سفر الاخر كميزة دون ان نتحمل عبء المواطنة و مسؤوليتها نشاركهم الجنسية و نمنع عنهم التعاطف .

يوميا في البيت نحاول ان نكون عوالم منفصلة حتى في مشاركتنا لتناول الوجبات الغذائية الاشجع فقط من يخلط الطعام بحديث شخصي , اغلب كلامنا عن الشأن العام البعيد . تقترب الامهات لانهن الاقوى و يقترب الاب لانه يقدر المسؤولية و يبقي الابناء في غرفهم لان ذلك اسهل من نقاشات صعبه و مشاركة مرهقة .

معركتك اليومية مع النزوع للعزله و البعد الجميل و واجبك ان تحيا فى المجتمع كخلية لا تستغنى عن اختها لبناء الجسد . هذه المعركة تحل مؤقتا بمسكن موضي بديع اخترعناه و اسميناه مجتمع افتراضي . اليوم حتى الافتراضي ينقسم و يتفرع و يصبح مجهريا بزر الحظر و خلال تعاظم ذواتنا التى نطرب لتأثيرها التخيلي الجالب لضغطات الاعجاب و اعادة النشر المتكررة من الاخرين البعيدين . اليوم نفقد حتى التعاطف بالبعيد مهما اقترب من حواسنا صوتا و صورة . تخدير لذيذ هو ذلك الغشاء الحاجب لضوضاء العالم و بشاعته و معه فعلا نعيش خاصه لو عبرنا عن انفعالاتنا المؤقته عبر حساب اجتماعي واحد او عده حسابات.

النصر ان تكون معى قريبا تحترق بنارى و احترق بنارك ثم نخمد كل الاحزان . النصر يتحقق يوميا حين تكف عن الخوف منى و اكف انا عن ارهابك . النصر هو ان تعارك نفسك في الصباح و تقنعها ان تقترب و ان القرب اجمل و ان لم يكن فهو انبل .

.. اترككم مع فكرة اخرى عندما يكون البعد هو الخيار الصحيح.. استمتعوا باغنية انت لغيري للمبدعة امال ماهر

معارك الحياة اليومية | نفض اليد

1 نوفمبر

في يوميات مليئة بالمشاغل الشخصية الدقيقة و التفاصيل التى تتطلب عناية فائقه فقط كى ينتهى كل المطلوب منك بصورته المعتاده . تطالعك الاخبار كشئ لا يخصك , حياه تسير بالتوازى مع حياتك . و يمر بقربك المتسول كمشهد تقليدي مكرر لا يعنيك ثم ينهار منزل ما فى حي ما تعرف فيه شخصا ما فيكون الامر برمته احد الاحاديث التى تتبادلها للتسليه و تعرف عنها اكثر لان ذلك الشخص قص عليك المزيد .

هنالك منظمات للامم المتحده تعتنى بتلك الاحداث و جمعيات طوعية و متبرعين , كل هؤلاء يقومون بالفعل المناسب و قد يبدو لك انه غير كافى و ربما تلوموهم احيانا لكنك تقول لنفسك هؤلاء يتقاضون اجرا و منزله اجتماعية تكافئ جهودهم . حتى المتطوعين الغير منطوين تحت اغطية مسجلة و لا مصلحه مباشره لهم فيما يبذلون فلابد ان لهم حياة اسهل و ايسر من تلك التى تعيشها .

كل ما تقدم يمكن التغاضي عنه و ينساب بيننا كتيار خفى عام يندر ان يتنزه احد منه . المعركه تبدأ حين تتحول حادثه ما لقضية رأي عام , هنا تنزع روحك اولا للتملص من المسؤولية الجماعية اما اولا بنفي الظلم و الوقوف تماما مع الظالم مباركا له صحيح فعله او بجعل نفسك استثناء لا ينطبق عليه وصف الجماعه التى يتعين عليها ان تزر الوزر الشامل ان صمتت او لم تتحرك لنجده المظلوم .

تلك اللحظات يتجدد عهدك بالسلبية بل يصاحبها ايضا ميل كبير للشهاده زورا فقط كى تكون فى معزل من ابسط التبعات وهو تأنيب الضمير . عندما تخبر نفسك انه لا يوجد ظلم واقع فى محيطك فانت تستأصل العقده الاخلاقية من جذورها و لا بيقي اى شائبه تعكر صفوك .

ربما كل ما هو مطلوب منك هو ان تبدى رايك لكنه يبدو امرا عسيرا و منغصا حقيقا لحياتك المتوازيه مع الواقع الذي يعيشه الاخرون و لذا يبدو من المناسب ان تنفى انتماءك لهم بنزع صفات منهم تجعلهم معك فى نفس المركب و اسهل طريقه هى ان تجعل منهم المجرمين و هنا تكون انتقلت من عدم نصره المظلوم لتجريم الضحية .

فى اوقات اخري يتطلب الامر ان تشارك بفعل غير واضح الخطوره كالاضراب و المقاطعة لكنك تستصعبه ايضا و من ثم تجد لنفسك مبررا بانك فرد و تأثيرك اصغر من ما يعتقده هؤلاء او انك تحديدا غير قادر على الامتناع لظروف قاهره لن يفهموها كما انك قد تحكم على محاولتهم بالفشل لانك تقيس الجميع بك .

حتى فى الحرب و عند تعرضك لعدوان مباشر يمكنك ان تختار القعود و الاختباء و ستجد سببا لذلك بل قد تنحط فتساعد الاعداء مقابل استرجاع يومياتك السهله نسبيا .

هنالك الف طريقه كى تكون المثبط و المخذل بل اليد اليمنى للشر كل ما عليك فعله هو ان تترك نفسك لحديث الظالم و مبررات الجبان و الكسول و لسبل عزل و تفرقه قديمه تجعل منك فصيلة مختلفه عن الفصيلة المتعرضه للشر .

ليس من السهل ان تكون انسان فالانسانية تحتم عليك ان تكون فرد من مجموعة و ان تتفاعل معاها فى السراء و الضراء و فى كل العصور يوجد من يترك انسانيته كي يعيش بهدوء . رجاءا عندما تفعل ذلك ادرك على اقل تقدير انك تفعله .

 

 

الصديق الاول

22 أكتوبر

الاحتمالات لا نهائية …كل يوم هو مفرق يمكنها ان تفرع منه خطين متعاكسين لمسار حياتها …كل اختيار جديد هو تحديد للمقبل …الخيارات تحررنا و تأسرنا فى ذات الوقت .

انتظرت حتى يصبح الصبى رجلا . انتظرت كما لو كانت تعلم طوال الوقت انها ستفعل امر ما يغير كل شئ . سيكون لها عالم واسع لتختبره هكذا ظنت .

قررت ان تتركه . قررت ذلك ببساطه كما لو كان نبوءه …كما لو كان قرارا سماويا لا تملك حياله سوى الطاعه ..

قالتها وهى تنظر بعيدا كحديث عابر :

انا عايزة ننفصل .

عندما قالتها صدمت للحظة وودت ان تتراجع لكنها و حيال استهتاره تشبثت بها اكثر و كررتها .

اضطرت ان تكررها مرات عديدة وان تصرخ و تصفع الابواب فى وجهه …اضطرت ان تكون كالاعصار كي يستوعب انها تتحدث يجدية و تعنى ما تقول .

تشبث بها كطفل .

ثم تشيث بها كوغد .

.ثم استسلم في الاخير .

كان كمن خسر كل شئ … و قد اعتاد ان لا يتخذ موقفا حادا لذلك اراد ان يبدو كالمظلوم فغادر لابعد ما يكون عنها …و عن الصبي ابنه الذي اصبح رجلا .

تحررت اذن من زواج هزلى دام اكثر من عقدين من الزمان ..عمر كامل بلا معنى . ستبدأ و فورا فى اكتشاف خيارات الحياة الاخري , ستعيش عمرها المتبقي حقيقية دون الزيف الذى تمقت .

لكن ماذا تريد ان تفعل ؟ ماالذي سيسعدها ؟

من الغباء ان تجد انك فى النصف الاخر من رحلتك و انت لا تعرف من انت ؟ فلم يتح لها الوقت الكافى لتكبر تزوجت باكرا و خرجت من بيت جدتها لبيت هذا الرجل الذي كانت تعامله بقسوة و تسلط و فوقيه و كان يحبها و يدللها و يرضخ لشروطها .

إقرأ المزيد

معارك الحياة اليومية 7 – حصانه اخلاقية

3 أكتوبر

انت و انا و نحن جميعا لسنا فى حصانه من الاخطاء هذا بديهي و نتعلمه منذ صغرنا لكن ما نتناساه و نتجاهله اننا ايضا لسنا فى حصانه اخلاقية بمعنى ان كانت لدينا مجموعه من القيم و المثل التى نتمسك بها فهذا لا يعنى انها ملتصقه بنا كجلودنا بل اننا نرتديها كل يوم و فى كل لحظة و مع كل معركة نشدها حولنا باحكام سواء ادركنا ذلك ام لم ندرك .

غرور الانسان يصور له احيانا انه بالذات لن يقوم بامر ما مهما حدث لانه يتناقض مع معاييره الشخصية للخطأ و الصواب , هذا التفكير المتعالى فى الحقيقة غطرسه سطحية لا تمت للواقع بصله . الواقع يقول ان هذه الامور المرفوضه ان لم تكن متاحه لك فانت لم تقم باى فعل يقيس اخلاقياتك فانت تمتنع فى خيالك فقط . فى جو الحرية و اتاحه هذا الممنوع تكون فعلا ممتنعا بارادتك و هذا فعل مستمر مع الزمن بحيث لا يقاس الا بتكرار امكانيات الانزلاق فى الطريق الخاطئ .

حتى الافعال القلبية لا تعتبر اخلاقا الا ان وضعت هى الاخرى فى الاختبار . لا يمكنك ان تجزم انك قنوع و لا يخالطك الطمع و انت لا تملك الوفره , كما لا يمكنك ان تدعى انالحسد بعيد عنك و انت منعم لا ينقصك شئ او على الاقل لم تواجه ما ينقصك معروضا امامك باستمرار

إقرأ المزيد

كاننا لم نكن

31 جويلية

كاننا لم نكن

 

طريدين

فى هذا الليل

و هذه الظلمة

و الظلم المنتصر

تنمحى الواننا

نصير سوادا كبيرا

لا ينتهى

 

بعيدين

عن مركز الحياة

و الهواء ملوث هنا

بهراء الجشعين

يسحبنا نحو الاسفل

اننى اختنق

اننا نموت .. الا تدرك ذلك؟

نتحلل

تنمزج خلايانا السابقه

مع ارضنا السابقه

فنعود كما بدأنا

لا شئ

 

منفيين

خارج الامن

خارج اليوميات العاديه

نلاحق وهم البقاء

و نحن بلا شئ

بلا جهد

ننتهى

نتلاشي

حتى دون ضجيج

و دون مراسم وداع

كاننا لم نكن

 

سامح لى روحك

2 جويلية

Image

ما طلبوا السماح ؟ ما حسوا بالندم او امكن ما عرفت انهم حسوا بالندم ؟

الاسئلة دى بتصارعنى فى عمليه تنضيف القلب من “الزعل” او “الكره” مع انو ما وصلت للكره تماما لكن بالتأكيد فى ناس قاموا باذائي بصوره مهنية فاصبح شعورى تجاههم لا يمكن وصفه بالزعل . حسيت بالصدمه ثم القرف ثم الهزيمة ثم بحاجة كدا لا توصف امكن قهر.

اما الناس اللى بتربطنى بيهم علاقه شخصية فديل بحزن منهم و احيانا ببقى الحزن لطيف الاسوء لما يلاشي و يفضل بعده “فراغ” . بتمسحوا من دفتر الاهتمام و الامل و لا يبقى لهم سوى صفحات “العشره” الباليه التى يراجعها القلب بانتقائية قد لا تكون فى صالحهم .

المشكلة مش انك تزعل و تغضب و تحزن من شخص ما دى حاجات بتحصل القبيح انو هؤلاء الاشخاص لا يعنيهم ذلك . فى الحاله دى عمليه استعاده روحك و تنقيتها مسؤوليتك وحدك , كم كان سيكون اهون لو انهم اعتذروا .

” انت لازم تسامحى ” دى قاعده انا خاتها لرقبتى السمحه , عشان ابقى انسان افضل . مواعيد مراجعه القاعده دى بكون فى رمضان بظهر مفتش الرقابه الشعورية و يبدأ يدقق . الموضوع
صعب و معقد و ما دائما ناجح لكن بحمد ربي انو قادره لسه احس بضرورته بالحاح.

إقرأ المزيد